مركز السموم والمعلومات الدوائية في الجامعة مسيرة تميز في البحث العلمي وخدمة المجتمع المحلي
تواصل جامعة النجاح الوطنية العمل على تحقيق رؤيتها في التصدي لتحديات
الحاضر من أجل تشكيل المستقبل المنشود معتمدة على إرثها الغني وتجربتها
المستمرة منذ رسالة مؤسسيها، وتواصل ممارسة عملها الدؤوب انطلاقاً من دورها
التنموي كعامل تنوير وتغيير وتحديث في المجتمع الفلسطيني في إطار هويتها
الوطنية- القومية – الانسانية. ويبدو واضحا بأن جامعة النجاح آمنت أن
المسيرة العلمية والبحثية في الجامعة تأتي بمعزل عن التفاعل مع مجتمعها
المحلي والمجتمع الفلسطيني تفاعلاً يفعل الدور ويعمَق الجذر ويزيد الافق
انفتاحاً، فجعلت طلب العلم في قاعات الدرس، والبحث العلمي في المختبرات
والميدان، وخدمة المجتمع أعمدة ثلاثية متساوية لترفع رسالتها وتترجم رؤيتها
وتحقق أهدافها. ومن أجل القيام بهذا الدور الريادي جاء مركز السموم
والمعلومات الدوائية وهو أحد المراكز العلمية المختلفة ليقوم بدور متميز
مساند للبحث العلمي من جهة وفي خدمة المجتمع من جهة أخرى. وبما أن جامعة
النجاح الوطنية لديها مسؤوليات وواجبات من الناحية العلمية والحضارية وهو
ما يلقي عليها مسؤوليات صحية وانسانية تجاه كل تلك المنطقة الجغرافية مما
جعلها هي السباقة لإحتضان هكذا صرح علمي.
ولقد كان تأسيس مركز السموم استجابة خلاقة للعديد من الحاجات في المجتمع
بشكل يوظف الكفاءات العلمية والمرافق والتسهيلات الجامعية في خدمة المجتمع،
حيث شكل افتتاح المركز بارقة الأمل أمام الذين يتعرضون للسموم بأنواعها
والملوثات البيئية، وفضلا عن ذلك فان الصرح الطبي
الجديد كان ضرورة لمواجهة ألاف المواد الكيمياوية الجديدة التي تدخل السوق
المحلية سنويا. بينما تم تزويد مركز السموم والمعلومات الدوائية بالإمكانات
اللازمة لمواجهة مخاطر السموم وكوارث أي خطر كيماوي يهدد مجتمعنا. ولقد
شكل المركز حلقة الوصل بين القطاع الصحي وبين أي مواطن في البلد بجانب سرعة
الرد عن أي سؤال أو مشكلة لها علاقة بالسموم لأعطاء النصح والارشادات عبر
خط الهاتف المجاني 1800500000 والذي ساهم بشكل كبير لاعطاء النصح وطرق
الوقاية والاسعافات الأولية للمواطنين الذين تعرضوا للفسفور الأبيض خلال
الحرب الدائرة في غزة وعمل على مساعدة الاطباء في اعطائهم المعلومات
العلاجية العلمية والحديثة لإنقاذ المصابين.
وسعى مركز السموم والمعلومات الدوائية من خلال وجوده الى اجراء البحوث
والدراسات العلمية المتميزة والتي ميزته على م ستوى الوطن والمنطقة المحيطة
به والتي نشرت في مجلات عالمية امريكية وبريطانية وذلك من خلال تشكيل فريق
البحث العلمي المكون من الدكتورة أنسام صوالحة، مديرة المركز والدكتور
وليد صويلح والدكتور سائد زيود والدكتورة سماح الجابي. والذين عملوا على
انجاز العديد من الابحاث العلمية المتعلقة بالسموم واستخدامات الادوية من
أعراض جانبية وتداخلات دوائية اضافة الى استخدامات الطب التكميلي والبديل،
وطرق العلاج لمختلف الأمراض من فشل كلوي والأمراض القلبية ومرض السكري
والجلطة الدماغية وتقديم التوصيات الناتجة عن هذه الدراسات. مما ميز مركز
السموم عالميا وجعله مطلبا أمام المشاركات الدولية في العديد من المؤتمرات
العلمية الدولية.
ومن نجاح الى نجاح ، جاء منح الدكتورة أنسام صوالحة مديرة مركز السموم
والمعلومات الدوائية في جامعة النجاح الوطنية عضوية الأكاديمية الأمريكية
لعلماء السموم، وهذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها فلسطين على هذه
العضوية المرموقة وتأتي هذه العضوية ضمن الدول العربية الثلاثة والوحيدة
التي تحصل عليها وهي السعودية والامارات العربية المتحدة وفلسطين. وأشارت
الدكتورة صوالحة صاحبة هذا اللقب الى أن الحصول على هذه العضوية جاء نتيجة
للنشاطات التي يقوم بها مركز السموم والمعلومات الدوائية والابحاث التي
ينشرها وتميزه على مستوى الوطن العربي حيث ان هذه العضوية منحت فقط ل 114
عالم من دول العالم المختلفة مما يجعل فلسطين من الدول السباقة والريادية
في احتلال المواقع المتقدمة لتطوير مسيرة العلم والصحة. وتستمر الانجازات
بعد حصول مركز السموم على اعتماد منظمة الصحة العالمية ((WHO ضمن مراكز
السموم في الشرق الأوسط.
واستمر تميز المركز وذلك بعد تبنيه اقامة الاسبوع الوطني السنوي للوقاية من
السموم والذي اعتبر الانطلاقة الأولي أمام مراكز السموم في الشرق الأوسط
والذي يعتبر الاحتفالية الوطنية التي تقوم بها الجامعة ضمن احتفالاتها
الوطنية بالتعاون مع المؤسسات الصحية والتعليمية على مستوى الوطن لتوعية
المجتمع المحلي من التسمم العرضي (غير متعمد) والوقاية منه.
ان وصول مركز السموم الى هذه المرحلة المرموقة من الانتاجية والكفاءة
والمكانة جاء بدعم من رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور رامي حمد الله ودعم من
الاستاذ رئيس مجلس الأمناء صلاح المصري واعضاء المجلس لتحقيق استراتيجية
التطوير والتنمية. لذلك يحق أن يقال في جامعة النجاح الوطنية التي تمازجت
عراقتها بتحديات العصر، فانطلقت تصنع لوطنها وأمتها مستقبلا زاهراً يعبق
بعبير التراث، ، عين تاريخ فلسطين وحضارتها، لم تكن النجاح مجرد حاضنة
دافئة لتاريخ شعب، وثقافة أمة، وإنما كانت منارة علم تضيء لفلسطين طريق
المستقبل المواكب لتطورات العصر، وكما كانت النجاح منارة مشعة، فقد كانت،
في الوقت نفسه، قيثارة صدحت أنغامها عبر السنين، تشدو للأجيال لحن الصمود
والعلم والأمل.
المصدر
http://www.najah.edu/index.php?news_...page=1393&l=ar